الاثنين، مايو 24، 2010

* القط الماكر>> حكاية شعبية ترجمت من الشلحة


يحكى ـ في غابر الأزمان ـ أن قطا ماكرا مرَّ بكلب وفي ِّ يحرس بيتا من البيوت، وهو في غاية من الجد والنشاط، ينبح ويجري هنا وهناك ، ولا يدع غريبا يقترب من البيت دون أن يثير انتباه ساكنيه، فنصحه القط قائلا
أيها الكلب المغفل البليد، أراك دائما تحرس هذا البيت وتدفع عنه اللصوص والأذى دون أي ثمن، ولا يجود عليك أصحابه في الغالب إلا بالفتات من العظام مالي أراك تبيت بجواره وأنت تقاسي أنواعا من آلام الحر والبرد في الصيف والشتاء ...
ألا تعلم أني أعيش بداخله معززا مكرما أنعم فيه بلذيذ الطعام والشراب والدفء، ولا أقدم لصاحب البيت إلا خدمة بسيطة جدا ... مرة أصطاد فأرة وقصدي أكلها واللعب بها فقط ... ولا شأن لي بمساعدة أهل البيت ولا بدفع المكروه عنهم...
تأثر الكلب بوشاية القط فقرر من يومه أن يعلن إضرابه عن العمل في الحراسة، وألا يخدم أهل البيت بدون مقابل معقول، وعزم على النوم طيلة الليل دون أن ينبح أو يحرك ساكنا طيلة الليل، ولو دخلت اللصوص للبيت... وفعلا توجه في المساء إلى مكان النحل "تدرات" فدخل إلى خلية من خلايا النحل الفارغة، فغط في نوم وفي سبات عميق....
وشاءت الصدف أن يأتي لص تلك الليلة لسرقة النحل والعسل، فلم يقع اختياره إلا على الخلية التي نام بها ذلك الكلب، لكونها ثقيلة ظانا منه أنها مليئة بالعسل.
فتكلف مشقة حملها على ظهره طيلة الليل ، فرحا مسرورا بتلك الغنيمة، معتقدا أن ما بينه وبين العسل إلا وضع تلك الخلية من فوق ظهره
وحين فتحها في الصباح الباكر ليجني النحل وقعت المفاجأة..؟ خرج له من السلة كلب فاق من النوم لتوه ....، وهنا سُقط في يد اللص نادما غاية الندم... ولم يملك إلا الشروع في ضرب الكلب حتى كاد أن يقتله ...
نجا منه الكلب بأعجوبة فندم بدوه وأدرك حيلة القط الغادر قائلا :
في الحقيقة أنا لا أقوم إلا بحراسة نفسي قبل حراسة غيري، وهذا القط اللعين غدر بي وخانني، فحلف على إلا يترك الحراسة ولو ليلة واحدة، وعلى أن ينتقم من ذلك القط متى قبض عليه

قال الراوي: وهذا هو سر عداوة الكلب للقط ...... والعهدة عليه