الثلاثاء، مايو 25، 2010

* إمامٌ غريب وفقيهٌ عجيب


__________________________________________

حيِّ إماما كان جنْبَ البحْر * مَسْجدُه، وهْوَ مسيحُ البَرِ
مسقطُ رأسه (إدَاوْتنانُ) * أرضٌ بها العُسولُ والأمانُ
في الجسم يبدو للورى قصيرا * وفي دهائه يُـري كبيرا
له (بَرَّاكَةٌ) بحيِّ (زْرَايْبِ) * وضعَ فيها الأهلَ دون رَيْبِ
متى ذهبتَ لتزورَ مسجدَهْ * فأنتَ لنْ تَـجدَ إلا أثرَهْ
بعدَ الصلاة يجري صَوْبَ البابِ * ويتركُ السِّلهامَ في المحرابِ
فمرةً بالسدل يقضي الفرضا * ومرة أخرى يُصلي قبْضَا
يطالعُ الصحفَ في المحرابِ * بعد فراغه من الأحزابِ
يدعوا إلى إنفاق ما بالجيبِ * من زاره من بُعْد أو من قُرْبِ
دَرَسَ في زاويةٍ بـ (أَلْمَا) * وبعلومِ أهلها ألـمَّا
قرأ فيها الفقه والتصوفا * وأخذ "الوردَ" فنالَ "الشرفا"
لم يلزم "العهدَ" كما في العادة * ولم يصدِّق خبرَ (الإفادة)
قرأ لـ (الألباني) و(الشوكاني) * ففر من (جواهر المعاني)
لم يأخذ "الفتح" من (الرماح) * بل أخذ العلم من الصحاح
ليس عليه من صَفا التصوفِ * سوى جنوحِه إلى التقشفِ
فمرةً يؤيد (الشيوخا) * ويدَّعي أن لهم رسوخا
ومرة يصفهم بالنوم * وبالتواكلِ وضيق الفهم
تراه لايزورُ شيخ (ألْـما) * بل غالبا يلقي عليه اللوما
يؤطِّر الـجحاجَ والعمارَ * ليكسبَ الدرهم والدينارا
يصوم الاثنينَ كذا الخميسَ * مخالفا بفعلــه إبليسَ
يحسنُ كَتْبَ الرُّقَى والحروزِ * وقد تراه معْ ذوي الكنوز
يُكثر في الضجيج والإزعاج * والسب والشتم والاحتجاج
ينتقدُ الحكامَ والأحزابا * ويَلعنُ الشيوخَ والأقطاب
يُعرفُ بالغموض والوقاحة * وليس قط من ذوي الصراحة
يذهبُ غالبا إلى (الْعَرُّوجِي) * يقول للنفس عليه عوجي
يطلبُ متجرا بسوق (الْحَدِّ) * فلن ترى لحرصه من حدِّ
يعرفُ بالطمع والكياسة * ويخلط الدينَ مع السياسة
يضعٌ في جيبه سبحتانِ * ولـهما عنده قصتانِ
وقصدُه التمويهُ والتهويلُ * لا الذكرُ والتسبيح والتهليلٌ
يرتاحُ إن دعوته لـ (سِِِِلْكَة) * لكونه يعشقُ أخذ سِكة
تراه يهتم بأهل الفلس * يحبهم كحُبه للنفسِ
يعشقُ من يرى لديه المالَ * وغيرُه تراه عنــهُ مالَ
يخرج غالبا إلى السياحة * وليسَ يجلسُ ولو للراحة
تراه دائما لدَى (بُو مُوكَة) * يتبعهُ بسوسَ أو في مكة
سعى للانخراط بالجمعية * ليقتني بطاقةَ (الكشفية)
في ظرف شهر أخذ (التزكية) * عند ذوي المجالس العلمية
وأخذ (الجواز) في يومين * وحلق اللحية دون ميْن
ركبَ مع أبنائه في (لْكَارِ) * رغم غياب الأمن، والحصار
وغادر البلاد يوم السبت * مـخلِّفا كتبه في البيتِ
متجها لدولة (القذَّافي) * عدوِ أمريكا بلا خلاف
فصارَ فيها الشيخَ والعلامةْ * لـهُ رداء ولـه عمامةْ
هنا انتهت أرجوزة الترفيه * وقصدُنا البسطُ مع الفقيهِ

====================================================

أرجوزة هزلية داعبت بها صديقنا الفقيه الحسن هناين
عام 1993 وهو آنذاك إمام لمسجد حي (الزرايب) بأنزا